«أعاني من ارتفاع كبير في حرارة جسدي، أشعر أحيانًا بالرغبة في سكب الثلج على جسدي، على الرغم من برودة الطقس نسبيًا هذه الأيام»
كانت الشكوى السابقة لسيدة ثلاثنية، تمارس رياضة الكرة الطائرة منذ نعومة أظافرها. ولا تعاني من أمراض عضوية، وتجري تحاليل دورية تؤكد سلامتها الجسدية. فأين يكمن الخلل؟
أجريت بعض الدراسات لنساء مارسن ألعابًا مختلفة، تتغير أجسادهن داخليًا وخارجيًا، لدى السيدات تغيرات داخلية أكثر وضوحًا من الرجال في مراحل العمر المختلفة
تشير الدراسات إلى أن فترة ممارسة الرياضة، وشدتها وعدد أيام ممارستها أسبوعيًا، بالإضافة لعدة عوامل أخرى تشمل البنية الجسمانية والحالة الصحية العامة للسيدة تحدد الخطوات التي يجب اتخاذها لكل حالة بمعرفة الطبيب المختصص لتقييم هذه العوامل وتأثيرها
ويقول الدكتور إيهاب إبراهيم، استشاري أمراض النساء والتوليد، إنه مع تقدم المرأة في السن، يتغير تكوين جسدها قبل حوالي أربع سنوات من دخولها مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
ما هو انقطاع الطمث؟
ويتم تعريف انقطاع الطمث نفسه على أنه 12 شهرًا دون أي حيض، ويمكن أن تستمر أعراض ما قبل انقطاع الطمث لمدة تصل إلى 10 سنوات قبل حدوثه فعلًا
ويضف «إبراهيم» لـ “دو سبورت أن النساء اللاتي يرغن في المحافظة على الأداء الرياضي القوي للمنافسات المختلفة يجب أن ينتبهوا إلى التغييرات الطفيفة التي تحدث ويتم التعامل معها وفق شدتها ومدى تأثيرها على حياة المرأة عمومًا. وقدرتها على ممارسة التمارين الرياضية
وأوضح «إبراهيم» أن زيادة عدد أيام الدورة الشهرية يمكن أن يؤثر على كفاءة وقدرة النساء في ممارسة الرياضية بشكل عام، أو يقلل عدد أيام التدريبات الأسبوعية
وأشار إلى أن مستويات هرمون الإستروجين لدى المرأة تزيد وتنخفض. وفقًا لعدة عوامل، من بينها الزواج والرضاعة إذ تنخفض مستويات هرمون البروجسترون ــ يتم إنتاج البروجسترون فقط عند إطلاق البويضة ــ مما يؤدي إلى خلل في توازن الهرمونات، وظهور الكثير من أعراض انقطاع الطمث
وتعد أعراض انقطاع الطمث، الأكثر إزعاجًا للسيدات في مراحل العمر المختلفة، إذ تشمل: عدم انتظام الدورة الشهرية، والهبات الحرارية، وزيادة العرق ليلًا، والأرق، وتغَّير المزاج، وزيادة الوزن والتشتت الذهني، وحكة الجلد، وانخفاض الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى مشكلات في الهضم، والتهابات الثدي، والشعور بالدوار، والاكتئاب، والتوتر، وتغير رائحة الجسم، ويمكن أن تظهر الأعراض مجتمعة أو عدد منها حسب حالة كل سيدة.
ولفت استشاري أمراض النساء والولادة الدكتور إيهاب إبراهيم إلى إن انخفاض هرمون الاستروجين له التأثير الأكبر على أداء الجسم خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، إذ يؤثر هذا الانخفاض على انهيار العضلات؛ نتيجة خلل توازن تخليق البروتين؛ مما يعني أن الجسم يريد استخدام البروتين العضلي المتوفر كوقود ولا يمكنه تصنيع ما يكفي من نظامه الغذائي لتحقيق التوازن
ممارسة الرياضة
علاوة على ذلك، تزيد المشكلة للسيدات اللاتي يمارسن الرياضة إذ ستحرق النساء كمية أقل من الدهون، مما يؤدي إلى زيادة الاعتماد على مخازن الكربوهيدرات وزيادة تخزين الدهون. مما سيؤدي إلى زيادة وزن غالبًا تجد السيدة صعوبة في التخلص منه بالطرق التقليدية
كما يساعد الإستروجين أيضًا على تنظيم الكورتيزول. مع انخفاض هرمون الاستروجين، فإنه يؤدي إلى تفاقم آثار ارتفاع الكورتيزول بسبب الإجهاد، وأحد الآثار الجانبية لذلك هو زيادة تخزين الدهون
وقال «إبراهيم» إنه بعد انقطاع الطمث، سينخفض كل من هرمون البروجسترون والإستروجين، ويجب العمل خلال هذه الفترة بنظام غذائي مناسب، يمكن السيدة من تجنب الإصابةخاصة مع انخفاض كثافة العظام نسبيًا، بالإضافة إلى القوة
وشدد على ضرورة توخي الحذر قبل البدء في أي علاج هرموني، والتدرج في استخدام العلاجات المتاحة، لتتمكن السيدة من تلافي أعراض انقاع الطمث، وممارسة الرياضة بكفاءة. خاصة إذا حدثت الأعراض في سن مبكر